السلام عليكم
السيدة ..... حفظها الله
إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك
بالنسبة لسؤالك حول التعامل مع بموضوع الاعجاب و الرغبة بالزواج
بدايةً نسال الله ان يحفظ لك ابنتك و أن يقر عينيك بها في الدنيا و الآخرة ..
-صراحة اجابتك و حوارك معها جميل جداً و تقريباً أنت قمتِ بتغطية الموضوع الأول بشكل كامل و لن نضيف عليك إلا القليل.
- غاليتي رغبة ابنتك بالزواج و الانجاب رغبة بريئة ليس فيها أي جاذب جنسي ، عدى على أن الموضوع فطري و غريزي تقريباً عند أغلب الأمهات.. ... وذلك بسبب الميل الإنساني الطبيعي الذي يتطور إلى تقليد الأداء العاطفي، وهنا يحدث ميل طبيعي، ثم يأخذ هذا الميل منحنى عاطفياً بدافع من التقليد، وكأنها تتصور أن الإعجاب بين الذكر والأنثى لا يأخذ إلا هذه الصورة، فتتجه نحوه، فيأخذ الحب شكلا رومانسيا ظاهرياً بينما هو في الحقيقة ليس كذلك.
- فمرحلة الطفولة تتميز بالتقليد وحب الاستطلاع والفضول والرغبة في اكتشاف كل طرف للآخر، مذلك بتقليد ما يروح حولهم في المسلسلات التليفزيونية وخصوصاً المسلسلات التركية التي تغزو كل بيت أو الأفلام أو حتى ما تسمعه من قصص عن الحب من حكايات الأهل أو اللقطات المتسللة من الكرتون لقبل و غيرها من الإيحاءات الجنسية.
- هنا عليك التعامل مع طفلتك بهدوء شديد، فلا تبدي انزعاجاً أو رعباً تجاه سلوكها، لأن هذا يثير فضولها أكثر. وعلى العكس أيضاً لا تتعاملي مع الموقف بروح الدعابة الزائدة أو الإشارة إلى "أنك كبرت وأصبحت تفكرين بمثل هذه الأمور" لأن هذا سيسبب ما يسمى (تعزيز السلوك)
- و حاولي ألا تظهري مشاعر الانزعاج أو الاندهاش و محاولة أن تفهمي طفلتك أن الرغبة بالزواج و مشاعر الحب والإعجاب مشاعر جميلة خلقها الله بداخلنا ولكن يجب أن تظهر في الوقت وللشخص المناسب، وأنه سيأتي ظرف حينما تكبر ستشعر بهذه المشاعر الجميلة تجاه زوجها و هذا الزواج لن يتم إلا بعد أن تنهي دراستها الجامعية.
- و تذكري عزيزتي أن أطفالنا قد يتعرضون إلى بعض المواقف أو الحالات سواء في أنفسهم أو تعاملهم مع الآخرين أو كما ذكرت من خلال برامج الأطفال و الكرتون وقد تكون هذه الحالات دون إدراك من الطفل لمعاني هذه التصرفات لذا يجب أن نتعامل معها برفق .. قد تكون تصرفاتهم و لباسهم تمثل ثقافة خاصة بهم يفسروها بطبيعتهم و تخالف مفهومنا لها ... وهنا نعالج هذا السلوك السلبي بالرفق واللين والتحفيز .
- و تذكري عزيزتي علينا أن نربي أبناءنا تربية واعية شاملة لا تربية منقوصة تقوم على (العيب)، فالأمور لو كانت كذلك ما خلقها الله، بل هي أمور خاصة قننها الدين والمُجتمع، تخضع فيها حرمة الجسد كله لصاحبها، يعطيها -في غِطائها الاجتماعي- لمن يشاء ويمنع عنها من يشاء.
- و أرجو أن تنتبهي لموضوع المسلسلات التركية والعربية وما تحتويه من ثقافة غريبة علينا حول قصص الحب ربما طفلتك متأثرة بها وخيالها سرح بها وزاد منه فضولها.
- و ربما بسبب علاقتك الجميلة مع زوجك تبارك الرحمن جعلها ترغب بالزواج و هذا شيء جميل عزيزتي يجعل من ابنتك طفلة متوازنة..
– أشغلي وقت فراغها بما يستنفد طاقاتها في هذه السن، ويحرك عقلها وذهنها و جسمها ، كالرياضة والقراءة وقبل ذلك كله حفظ القرآن الكريم.
- لا تجعلي خوف مبالغ فيه .. غداً ستكبر وتكبر أحلامها معها وتغير خياراتها و قراراتها وستنسى هذا الموضوع مع الوقت... لكن كل ما عليك عدم التركيز على الموضوع لا سلبي ولا ايجابي .. لا تنهريها وتوبخيها ولا تضحكي على الموضوع .. التجاهل فقط كفيل بإنهاء الموقف... و التعامل معها بهدوء شديد، فلا نبدي انزعاجاً أو رعباً تجاه سلوكها، لأن هذا يثير فضولها أكثر. وعلى العكس أيضاً لا نتعامل مع الموقف بروح الدعابة الزائدة أو الإشارة إلى "أنك كبرت و صار عندك رغبة تتزوجي" لأن هذا سيسبب ما يسمى (تعزيز السلوك)، أي أن هذا السلوك سيرتبط عند الطفل بمكافأة وهي (لفت الانتباه)، وبالتالي ستتعمد تكراره للحصول على المزيد من النجومية ولفت الانتباه.... والأفضل أن توضحي لها أن البنوتة في عمرها لا تستطيع أن تتزوج و حتى تستطيعي أن تتزوجي .. يجب أن تكوني كبيرة مثل ماما.. و قد أنهيتِ دراستك الجامعية.... كذلك الشاب يجب أن ينتهي من الدارسة ويبحث عن وظيفة.... و حالياً يا حلوتي و أميرتي الصغيرة ..يجب أن تفكري بالمستقبل ممكن تصيري معلمة.. رسامة.. طبيبة.. الخ و فكري ماذا تحتاجي حتى تصبحي كما تريدين...و حالياً يحب أن تتعلمين القراءة والكتابة و نساعدك على حفظ القران و تعليمك الصلاة .. الخ.. و أمور الإعجاب و الزواج تأتي عندما تكبري.
- و تذكري كلما كانت ردة فعلك هادئة وطبيعية اتخذ الموقف طابعًا هادئًا وطبيعيًا دون أي تشوهات لدى ابنتك. وتذّكري دائمًا أن الأطفال لا يتصرفون بدوافع جنسية، وإنما بدوافع فطرية وتلقائية وعبر التقليد... وهذا أفضل من استخدام كلمة عيب وحرام وممنوع فعلينا أن نربي أبناءنا تربية واعية شاملة لا تربية منقوصة تقوم على (العيب)، فالأمور لو كانت كذلك ما خلقها الله، بل هي أمور خاصة قننها الدين والمُجتمع، تخضع فيها حرمة الجسد كله لصاحبها، يعطيها -في غِطائها الاجتماعي- لمن يشاء ويمنع عنها من يشاء.
أما بالنسبة للشق الثاني من السؤال و المتعلق بعدم رضاها عن موضوع شعرها ..
-النقطة الأولى هي أن تتقبلي أنت شكل شعرها و تحببيها فيه .. كونك ذكرتِ أن شعرها ليس جميل مثله ..و اعتقد ان نظرتك للموضوع واصلة لابنتك و تعرف أن شعرها غير جميل و معقد ..الخ.
النقطة الآخرة هي أن تبدئي لها بالآية الكريمة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجيرات) أي الله خلقنا مختلفين ذكور و إناث .. شعوب و قبائل .. أعراق مختلفة .. بشره فاتحة و داكنة .. و شعر أملس و شعر كيرلي ..و لا أحد أفضل من الآخر لديه إلا بالتقوى ..
-و يمكن أن تقولي لها أن ربنا خلق الناس جميعهم حلوين و جميلين ومختلفين و تعطيها مثال بالورود والأشجار والحيوانات ، أن هذه لونها هكذا ، وهذي لونها هكذا وهذا شكله هكذا وهذه شكلها هكذا
كذلك يمكن أن تريها فيديوهات عن قبائل وناس حول الأرض مختلفين في حياتهم واشكالهم و ألوانهم و شعرهم ولغتهم..
-و أنصحك كذلك باستخدام أسلوب القصة .. بهدف تقبل شعرها وزيادة ثقتها بنفسها ... بشراء قصة (شعري المنكوش) للكاتبة رند صابر و الكاتبة ليال ادريس هي متوفرة في مكتبة جرير لا أدري إذا كنت تستطيعي تحصيلها أون لاين أو إذا كانت متوفرة في المملكة.
- ونسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك أنت وطفلتك و يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه ..
د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ ( خدمة معين) يتمنى لك التوفيق
معين .. ونعين