السلام عليكم
السيدة الفاضلة .... حفظها الله
إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك
بالنسبة لسؤالك حول شكوك بــ ممارسة ابنك الفاحشة مع أصدقائه
بدايةً نسأل الله ان يحفظ ابنك وأبنائنا من الفتن والمزالق ما ظهر منها وما بطن
صراحةً نحن لا نستطيع التخمين لأي شيء من شكوكك وما الأسباب لذلك
ولا نستطيع أن نظن أنه قام بعلاقة جنسية أو علاقة شاذة دون وجود دليل ودون اعتراف منه
الحل نقترح عليك أن تتقربي منه أكثر حتى لا يخفي عليك شيء
فإن أخفى هذا السلوك سيخفي غيره..
الولد في هذا السن في أشد ما يكون لقرب الأهل وحنانهم ومصاحبتهم لهم. ولابد أن نصدق الظاهر ونصدق ما يقول حتى يثبت عكس ذلك
- في هذه الأثناء والأفضل ألا تستعجلي التركيز على الحل بقدر ما تركزي على التقرب من ولدك ليكون من السهل عليك التحدث معه ومن السهل عليه أن يستجيب لك..
- التقرب لا يكون مؤقت ولابد يكون من القلب حتى يشعر به
- بالمسح على رأسه وتقبيله
- احتضانه.. حتى يصل لمرحلة يستحي ويحزن أن يغضبك وما كان الرفق في شيء إلا زانه
- وأنت هنا ليس لديك ما يثبت أن ولدك تورط بالأمر.. أو أن هناك علاقة بينهم.. أو حتى أنه قد يتجاوب معه.. لا نستطيع أن نفترض كل هذه الافتراضات ونشك بها.. لذلك عزيزتي الوقاية خير من العلاج وتحصينه واستيداعه عند رب العالمين الذي لا تضيع عنده الودائع...
- وكذلك بشرح له مفهوم الشذوذ الجنسي واللواط واضراره وعقابه عند رب العالمين
- طبعاً لا نريد أن نزيد قلقك ولكن وكما ذكرت أنت تعلمي عواقب الممارسات الجنسية أمرٌ خطير يستوجب عليك تدخلا سريعًا، بعيدًا عن التشنجات والتوتر، وعدمَ التهاون في الأمر وابعاده عن أي أسباب تُيَسر له الوقوع في هذا الفِعل
- ونحن دائماً ننصح بالخوض بمثل هذه الموضوعات وعدم دفن رأسنا على أساس أن أبنائنا صغار ويجب ألا نتكلم معهم بالمواضيع حتى لا يفهموها ويتعلموها..
- وبالعكس هذا خاطئ في ظل ظروف الحياة هذه.. يجب أن نتكلم مع أبنائنا بجميع المواضيع الموجودة حولنا.. طبعاً بأسلوب بعيد عن التخويف ولا الوعظ
- يمكنك البدء بالحديث معه في أصل الخلق، والتكامل في العلاقة العاطفية أساسها أن تكون بين الرجل والمرأة، لأن الهدف منها الرزق بالأبناء، أما العلاقة بين رجلين أو امرأتين.. فلها حدود وضوابط وخاصة في الجانب العاطفي
- مفتاح علاقتك معه الحب والحزم سوياً... والحزم لا يقصد به الضرب والعنف... والمفتاح الآخر هو التربية الجنسية الشاملة والتكلم معه بكل وضوح عن الشذوذ وعواقبه والأمراض التي تصاحبه
- وحتى نستفيد من حزنك لابد أن نوظف الحدث الذي قام به لمصلحة تربوية..
- التحدث معه عن أهمية العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، وتحدثي معه عن الفرق بين الحب الحلال والحب الحرام، وتحدث معه أن هذه الأمور خاصة للكبار وليست للصغار وتكون بين الزوجين رجل وامرأة لا بين أي شخصين ولا بين رجلين فقط ولا بين فتاتين فقط.. وتحدثي معه عن الإنجاب وكيف يحصل بين الزوج وزوجته، وتحدثي معه عن شهوات الإنسان مثل شهوة المال والنساء والبنين وغيرها وعلميه كيف يتعامل الإنسان مع شهواته بحيث يكون مسيطر على شهوته ولا تكون شهوته مسيطرة عليه، وتحدث معه عن نعمة الحب والميل بين الرجل والمرأة ولكن الله تعالى وضع ضابطا لهذا الميل وهو الزواج حتى لا يقع الإنسان في الحرام، وتحدثي معه عن سبب انتشار الأمراض الجنسية (الايدز والسيلان والهربس) بتعدد العلاقات خارج إطار الزواج وبسبب الميول الخاطئة والمخالفة لفطرتنا
- فالحب مشاعر جميلة خلقها الله تعالى في نفوسنا وليس عيبا أو خطأ أن يحب الرجل امرأة ولكن العيب أن يرتكب الحرام معها والعيب الآخر أن رجلاً يحب رجلاً أخر ويمارس أشياء معه مخالف للفطرة والطبيعة البشرية
- كل هذه المعلومات التي ذكرتها لك لو تحدثت بها مع ابنك تكون قد استفدت من الخطأ الذي (يكون قد) ارتكبه، بأن تعلمي ابنك أمورا كثيرة من هذا الخطأ وبنفس الوقت صارت علاقتك مع ابنك أقوى لأنه استفاد من المعلومات التي قدمتها له
- عند الكلام معه، نبتعد عن كلمة حرام وعيب، ونركِّز على المخاطِر والأمراض التي ستُهاجم جسدَه في السنوات القادِمة، وذلك بشكل جميل وقريب، نصِل إلى المطلوب مِن إيصال المعلومة، ولا نستخدم الكلمات البذيئةَ؛ لأنَّنا كلما نفرناهم ونهيناهم وشدَّدنا عليهم بالحُرمة، ستكون النتيجة عكسيَّة، وسيتمسَّكون بما هم عليه مِن أخطاء؛ ولكن كلَّما كان الأسلوب طيبًا ومحبَّبًا، ومبطَّنًا بالحب والخوف، كان هناك رِدَّة فِعل إيجابية، إن شاء الله تعالى
- اجلسي مع ابنك جلسة هادئة امنحيه الاطمئنان والتقبل لأنه ابنك وحريصة عليه، وكل شخص معرض للخطأ ولابد له من تصحيح هذه الأخطاء وعدم الاستمرار بها.. أعطي له معلومات عن أضرار ومخاطر هذا الفعل وما ينتج عنه من أمراض جنسية دون استخدام العنف
- مناقشته بشكل مباشر. مع ضبط أعصابك وردة فعلك.. واعرفي دوافعه وضغوطاته.. هل تدري ماذا يشاهد؟ من يصاحب؟ ثم نرجو منك مصداقته وإشعاره بالثقة وإعطائه فرصة للتراجع عن خطئه مع مراقبتك له لكن من بعيد
- لابد من مراقبته ومتابعته، ولكن ليس على الطريقة البوليسية والتحقيقات، ولكن عن طريق المصارحة والحوار ومنح مقدار من الثقة مع شيء من الحذر. والأب والأم الناجحين يصادقون أبنائهم في هذا السن ويحسنون الاستماع إليهم
- لا بد من التحدث معه بوضوح عن مفهوم المسؤولية وهو أنه لم يعد طفلاً بل أصبح شاباً مسؤولاً عن تصرفاته وأقواله أمام الله تعالى، فقد انتهى زمن الاعتماد على الغير حتى ولو كانوا والديه، بل هو الآن بكامل أهليته وكفاءته وهو مسؤول عن تصرفاته ويتحمل المحاسبة الكاملة عن تلك الفواحش
- اعرفي من يصاحب، ولا تفرطي في الثقة في معارفه لمجرد كونهم أبناء أسر محترمة أو أن آباءهم معروفون، فالتغيرات التي تمر بها مجتمعاتنا هذه الأيام لا تضمن صلاح الأبناء بمجرد صلاح الآباء
- حاولي أن توفري له قدوة صالحة، من نفسك... وقصص الصحابة والأنبياء
- امنحيه جرعات من العطف والاهتمام، ولا تكثري من لومه وعتابه وكوني أنت وأخواله أهم أصدقائه وأقرب الناس إليه
- عبرِي عن حبك له حتى لو كان مخطئاً فكم من سلوك خاطئ تغير بسلاح الحب ولم يتغير بغيره
- تشجيعه على مرافقة أخواله إلى دور العبادة "المساجد، مراكز تحفيظ القرآن، حلقات الذّكر، المحاضرات الدّينيّة، بعض الشّعائر الدّينيّة
- مصادقته وإشعاره بالثقة وإعطائه فرصة للتراجع عن خطئه مع مراقبتك له لكن من بعيد
- حاولي ابعاده عن البيئة غير المناسبة وعن أصدقائه الذين يحرضونه على هذه الأفعال وكوني حازمة في قرارك، ولكن مع الحرص على تعويضه عن هذه البيئة ببيئة مناسبة من حفظة القرآن
- بيني لابنك الشاب خطورة الفواحش، وأنها تسبب في خسارة الدنيا والدين، وأن أهلها مهددون بأمراض فتاكة مثل الأيدز والهربس
- حاولي تغيير في طرق توصيل توجيهك له بهذا الموضوع من خلال رسالة بالواتس، أو تغريدة بحسابه بالتويتر، أو فيديو صغير عن الزنا واللواط والتحرش بالمحارم وعواقبه ترسله على قروب العائلة أو رسالة بالفيس أو السناب شات وهكذا فليس بالضرورة أن تكون كل التوجيهات كلام مباشر له
- تقوية الجانب الإيماني لدى ابنك، وإشعاره بمراقبة الله عليه في كل وقت، بتشجيعه وحثه على المواظبة بالصلاة، وشجعيه على الصلاة جماعة في أقرب مسجد لديكم، فمن أقام الصلاة كما أمر الله نهته بلا ريب عن الفحشاء وعن المنكرات، فهذا أمر لابد منه
- لا تَغُض الطرْف عن أيّة شارة تَحذيرية، على أمل أن ينصلح حالُ ابنك مع الزمن! كلا، لا تُفَكر على هذا النحو؛ فالزمن ليس مسؤولًا عن تربية ابنك، فهذه أمانةٌ مُوكلة إليك وحدك، وأنت أحقُّ بتربية ابنك
- لا تجعلي خوفه منك، بل من الله –تعالى- كان أحد السلف يقول لولده إذا رآه على معصية أو تقصير: إن الله يراك
- أن تجتهدي في ملء وقت فراغه بزيادة جرعة تواجدك؛ حتى تقللي فرصة احتكاكه برفاق السوء، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله.
- ضعي في اعتباره أنه إذا لم يكن لديه استعداد للتغير وترك هذه المعصية ( بعد أن تتأكدي أنه فعلاً متورط) فلن يجدي معه أي علاج، فلابد من أن يقف وقفة محاسبة مع نفسه يحاسب ويراجع فيها نفسه، ولابد له من أن يتخذ قرار التغيير لسلوكه وأن يكون جاداً في ذلك، فأعينه على اتخاذ قرار التغيير، وضع في يقينه أنه قادر على ذلك وأنه إذا لم يساعد نفسه ولم يكن جاداً في ترك هذه العلاقات المحرمة فلن يكون بمقدور أي أحد أن يُساعده، اجتهد في ذلك وركز جداً على هذا النقطة؛ لأنها أهم ما في الموضوع، وذكره بقول الحق جل جلاله: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11] وأنه لابد أن يقوم باتخاذ القرار الشجاع وهو التوقف عن جميع الاتصالات وقطع جميع العلاقات ولو بتغيير هاتفه وعدم الرد نهائياً، أشعريه بأنه إذا كان جاداً وصادقاً فلابد من اتخاذ خطوات عملية مثل قطع علاقته بصديقه هذا و هذا وعليك أنت بملء فراغه بالصحبة الصالحين وجلسات الذكر ومجالس العلم والمحاضرات...وغير ذلك من الوسائل الدعوية
- علميه أن يدعو الله وأن يلح عليه، وأن يكثر من الدعاء لنفسه بالتوبة والهداية والاستقامة، وادعِ أنت له كذلك خاصةً بظهر الغيب، وأخبره بأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ورغم ذلك فلابد من اتخاذ قرار التغيير لأنه العمدة والأساس.
و يمكنه الاطلاع على هذا اللقاء للدكتور جاسم يتكلم عن حماية أبنائنا و توعيتهم من الشذوذ
https://www.youtube.com/watch?v=HDBCzp42yCo
مفاهيم الشذوذ الجنسي عند الأطفال
و أنصحك بالاستماع لهذا الفيديو حول أنواع الشذوذ النفسي و ما يحتاجه كل نوع من العلاج
https://www.instagram.com/tv/CBoRQ5jpTDT/?utm_source=ig_web_copy_link
الشذوذ الجنسي الجزء 1 د.زغلول النجار و د.جاسم المطوع
التربية الجنسية ب47 خطوة عملية..
أسأل الله أن يتوب على ولدك من ذنبه وأن يتوب علينا وعليك وعلى كل مسلم، كما أسأله سبحانه أن يثبتنا جميعا على دينه، وفقك الله وحفظك من كل سوء.
د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ (خدمة معين) يتمنى لك التوفيق
معين.. ونعين