السلام عليكم
السيدة ..... حفظك الله
إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك
بالنسبة لسؤالك حول خوف ابنك وهو بعمر 4 سنوات من الوحوش:
بداية أود شكرك على حرصك واهتمامك بطريقة تربية أبنائك، وأسأل الله أن يعينك على ذلك، أما فيما يتعلق بخوفه، الأطفال بهذا العمر ممكن أن يخافوا من أي شيء مجهول كالظلام أو بعض الحيوانات لأن خياله خصب في هذه المرحلة ، وممكن أن يتخيل أمور كثيرة تخيفه ، لكن الخوف الزائد والشديد يحدث نتيجة تعرض الطفل لخبرات سلبية فقد يكون سمع شيء من أحد أو شاهد عبر مقاطع الكرتون كما ذكرت وتأثر وكل ما عليكما فعله هو محاولة إرجاع الشعور بالأمان لديه والاستمرار بالتخفيف عنه كما تفعلون من تمارين وعدم اليأس.
ويمكنك اتباع الاقتراحات التالية:
1- استعيني بالله واصبر واسألي الله العون وأن يرزقك الصبر وأن يجعل ابنك قرة عين لك، وتذكري أن التربية تحتاج إلى وقت لتحقيق النتائج المطلوبة.
2- الخوف شعور انفعالي يحدث رغماً عنه، فالجميع يخاف أطفالاً وكبار، نحن نخاف من الظلام، من اللصوص، من السقوط، من الخطر، والدماغ مهيأ ليأخذ ردة فعل ليواجه هذه المخاوف الانفعالية، فالذين لديهم قصور في الذكاء هم الذين لا يخافون، فالخوف موجود ولكن الفرق هو أننا نواجه هذه المخاوف، فلابد أن يعرف الطفل هذه المعلومة أن الخوف انفعال طبيعي وعليه أن يعبر عن مخاوفه حتى يواجهها، وذلك بالتدريب والتدريج.
3-أهم نقطة بالعلاج أن لا تستعجلي النتائج حتى يعود إليه الشعور بالأمان، فلا أعرف كم المدة التي حاولت تعالجين فيها طفلك؟ لكن طبيعي جداً لو أخذ العلاج أسابيع أو كثر، فلا تيأسوا واستمروا في تهدئته.
4- أفضل وسيلة للعلاج هي أن تجعليه يعبر عن مخاوفه، يعني هو يتحدث عن الشيء الذي يخيفه وتسألينه ويجيب حتى يخرج كل ما في عقله وكل الأفكار المخيفة حول هذا الموضوع ويتحدث عنها حتى يطمئن، وتحاولين طمأنته من خلال الإجابة على الأسئلة وتصحيح هذه الأفكار يعني عندما تقولين له: هذا غير حقيقي لن تزيلي عنه خوفه،
والأصح هو أن يعبر عن هذا الخوف أولاً، يعني تسألينه ويجيب حتى يخرج كل ما في عقله من أفكار ويتحدث عن مخاوفه حتى يهدأ، ماذا تتوقع؟ لماذا تخاف من الوحوش؟ هل تعتقد أنه حقيقي؟ لماذا تعتقد أنه حقيقي ماذا نفعل إن حدث مثل هذا الأمر؟
وهكذا تجعلينه يجيب على هذه الأسئلة حتى يفرغ انفعال الخوف لديه ويطمئن ويعرف أنه لابد من مواجهة الخوف، فالجميع يخاف لكن المهم هو أن نواجه الخوف.
5- بعد أن يعبر عن خوفه ويحكي ما في داخله وما يفكر به، تبدؤون بمحاولات إقناعه وتصحيح أفكاره .
6- لا تحاولي معاقبته على خوفه أو تخويفه على سبيل الضحك أو نعته بصفات تزيد من الحالة سوءً كأن تصفيه بأنه صغير وأن عليه عدم الخوف...الخ، بل عليك تفهم خوفه واحترام مشاعره ومحاولة مساعدته للتخلص من خوفه بالتدريج.
7-لا تهدديه بمصدر خوفه عندما تغضبين منه وحذري من ذلك كل أفراد العائلة.
8- تخفيف حساسيته نحو مصدر الخوف، بأن تحاولي تخفيف خوفه من النوم وحده أو أن يكون بمفرده، وهذا اساس العلاج وهو التعريض وتخفيف الخوف بالتدريج أي تعرضيه لمصدر خوفه بالتدريج سواء في الحمام أو إن كان يخاف النوم في غرفته، وبالنسبة للحمام حاولي التعامل معه بالتدرج، كوني بجانبه في يوم، ثم في اليوم التالي اتركي الباب مفتوح، ثم في اليوم التالي أغلقيه قليلا، ثم اتركي فرجة بسيطة ثم أغلقيه بشكل كامل.
9- وكذلك إن كان يخاف النوم في غرفته، اجلسي في غرفته قليلاً حتى ينام، ثم في اليوم التالي اتركي الباب مفتوحا واجلسي في الصالة القريبة من الغرفة ، ثم أغلقي الباب في اليوم التالي قليلا ثم في اليوم الذي يليه اتركي فرجة بسيطة بالباب ثم أغلقيه بشكل كامل، ثم يمكنك ترك النور مفتوحاً في البداية ثم أغلقي النور واتركي بجانبه إضاءة خفيفة وهكذا، حتى يهدأ ويزول عنه الخوف وليس ضرورياً أن يطبق كل ذلك في نفس اليوم، المهم أن يعبر عن مخاوفه وأنت بجانبه وأخبريه أرأيت أنه لم يحدث شيء، لا يوجد أحد بالغرفة سوانا، هل تسمع أي صوت مخيف؟ هل ترى أي شيء مخيف؟ ودعيه يعبر عن مخاوفه وأنت بجانبه وأخبريه أن الله معه وأنه عندما يقرأ الأذكار فلن يقربه أي شيء وأن الله سيحفظه وهكذا حتى يعود إليه الأمان.
10-عند النوم بعد أن تحضنيه ويقرأ الأذكار يمكنك أن تطلبي منه أن يتخيل موقف سعيد حصل معه، واجعليه يغمض عينيه ويتذكر هذا الموقف حتى ينام وهو سعيد.
11-تجاهل التحدث عن موضوع الخوف أثناء النهار وفي الحياة اليومية حتى لا يشعر أن ذلك موضوع مؤرق له ويشعر بالضغط النفسي ويكون التركيز أثناء النهار على تعزيز ثقته بنفسه، فلا تحدثوه عن الخوف والشجاعة أثناء استيقاظه حتى يحين موعد النوم، حتى لا يفكر بالموضوع ولا يشغل باله طوال اليوم ليلاً ونهاراً، وإنما حصر الخوف وقت النوم فقط، حتى نخفف من خوفه والتفكير به، ويكون أساس العلاج هو تعزيز ثقته بنفسه.
12-حاولي تعزيزه وإعادة ثقته بنفسه وامدحيه على كل إنجاز يقوم به ولو كان بسيطاً، انت رائع، كم أنا فخورة بك.
13-اجعلي كلمات المدح مقتصرة على هذه العبارات أنت ممتاز، انت رائع، وهكذا، لا تمدحيه بعبارات تذكره بحالته مثل أنت شجاع أنت قوي.
14-تكلفيه بمسؤوليات داخل البيت بأن يتولى استقبال الضيوف، يتولى شراء أغراض المنزل، مساعدة والده، اجعليه يرافق والده في الزيارات، والمسجد، فمثل هذه المسؤوليات وإنجازها تغير من شخصيته.
15- يمكن أن تحكي له قصصاً عن نفسك أنك كنت تخافين قليلاً عندما كنت صغيرة ولكنك بعد ذلك تخلصت من الخوف تماماً، فاحكِ له أنه في ليلة من الليالي كان الظلام حالكاً بالغرفة ثم احكي له كيف تغلبت على خوفك.. وهكذا، هذه القصص تجعله يدرك أنه ليس الوحيد الذي قد ينتابه الخوف.
16-حاولي تطبيق جدول النجوم، في كل مرة يتصرف بشكل طبيعي ولا يخاف تضعين له نجمة، وإن خاف لا تضعين له نجمة وعندما يجمع عدد معين من النجوم تكافئينه بهدية بسيطة متفق عليها بينكما.
17-اجعليه دائماً يشعر بأنه تحت رعاية الله، وفي حفظ الله تعالى، واجعليه يردد أذكار الصبح وأذكار نزول أي مكان، أو ساعديه على ذلك كقراءة جزء من الأذكار في البداية.
18- كونا له مثالا للهدوء والاستقرار في تصرفاتكما، بحيث يكون الجو الأسري المحيط بالطفل باعثا على الطمأنينة والأمان، وحتى في وقت شعوره بالخوف تتكلمان معه بهدوء وعدم الانفعال أو الحزن عليه، حتى يتعلم أن هذا الخوف طبيعي وليس شيء لا يمكن التخلص منه.
يمكنك الاستفادة من المقاطع التالية:
وفي الختام أسأل الله أن يلهمك الحكمة ويجعل ابنك قرة عين لك.
د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه ب/ خدمة معين / يتمنى لك التوفيق
معين.. ونعين