السلام عليكم،
السيدة.... حفظها الله.
إن فريق "معين" للدعم الاستشاري للخطة التربوية يرحب بك.
بالنسبة لسؤالك حول التعامل مع ابنتك بعمر 8 سنوات بموضوع التقبيل :
بدايةً نسأل الله أن يحفظها وأن يقر عينيك بها في الدنيا والآخرة.
أختي إن تفكير ابنتك ليس سلوكاً شاذاً، ولكنه سلوك عفوي نابع من تقليد لما تسمعه وتتعلمه من حولها، أو تقليد لما تراه في المسلسلات أو تقليد لقبلات سندريلا للأمير وقبلات الأميرة النائمة أو فروزن وغيرها .
وتذكري عزيزتي أن أطفالنا قد يتعرضون إلى بعض المواقف أو الحالات سواء في أنفسهم أو تعاملهم مع الآخرين، وقد تكون هذه الحالات دون إدراك من الطفل لمعاني هذه التصرفات لذا يجب أن نتعامل معها برفق.
نقترح عليك التالي:
1- عند الجلوس مع طفلتك والحوار معها لا بد أن نعطيها الأمان فلا نخوفها أو نهددها بل نستمع إليها وننصت لها ولا نقاطعها أو نشك فيها أو نتهمها وإنما نعطيها الأمن والأمان حتى تأخذ راحتها بالحديث معنا ونجيبها عن كل تساؤلاتها دون حرج، ونقول لها في نهاية الجلسة لو خطر ببالك أي سؤال أو استفسار مستقبلا فنحن مستعدون للحوار معك بهذا الموضوع فتطمئن وتفتح لنا قلبها.
2-أن تشرحي لها نحن نقبل الخد ونقبل الرأس ونقبل اليد، ونقبل الجبين وتعطيها كل موقع لما تشيري إليه مثلاً قبلة الجبين علامة احترام.. قبلة اليد علامة تقدير، قبلة الخد هذه قبلة ترحيب عندما تسمي القبلات، وتعطيها دلالات، طفلتك ستتعلم.
3- قولي لها القبلة من الفم أمر غير محبب لأنها تنقل الأمراض- لا قدر الله- بفيروس ولا تستطيعي رؤيته بعينك الجميلتين، ووقتها سينتقل لك المرض، وأنا أحبك كثيراً وأخاف عليك، لذلك التقبيل من الخد فقط.
4- يفضل البدء عزيزتي بتعويدها على غض البصر مع نقد ما تشاهده من أخطاء من حولها، فمثلاً تكوني بالشارع وتشاهدي إعلان لفتاة شبه عارية أو رؤية مشهد بالتلفاز لرجلا يقبل امرأة أو يحتضنها، أو عند الاتصال مع النت تظهر بعض الدعايات المخلة للأدب، أو عند متابعة المسلسل أو الكارتون نكتشف أنه يروج للشذوذ الجنسي، فيجب أن لا نمر على الموقف من غير تعليق ونتعامل معه وكأننا لم نشاهده أو نراه حتى لا ينتبه أبناؤنا لهذا الخطأ، ولا نقول لهم هذا عيب وهذا حرام ، بل نعلمهم كيف ينتقدوا ما يشاهدوا حتى لا يتبنونه ونحن في غفلة من أمرنا.
5-أهم قرار ينبغي أن نتخذه أن لا ننسحب من مواجهة الموقف أو أن ندير وجهنا له، فالخاسر في النهاية هم أبناؤنا لأنهم سيعتقدون أننا لا اعتراض لدينا على ما شاهدنا، والأمر الآخر أننا عندما نتحدث معهم في الموقف فينبغي أن نتحدث بأسلوب الحوار وليس الأوامر، وبطريقة التفاعل وليس التوجيهات، وذلك من خلال التحدث والاستماع من الطرفين ولا مانع أن تأخذي رأيها بما نشاهد حتى تخرجي ما في نفوسها من أفكار وآراء ثم تعلقي عليها و تتحاوري معها، فتلك المواقف فرصة لك لمواجهة الحدث بتعليق أو مناقشة أو إدارة حوار حوله من أهم الوسائل التربوية في غرس القيم سواء كان الحدث ايجابياً أو سلبياً، وتوظيف الحدث بأهمية خلق الحياء والستر والفرق بيننا وبين غير المسلمين في مسألة القُبل والعورات، ولا نهرب من هذه المسائل خوفاً من أن تتبناها ابنتك و أنت لا تعلمين.
6- يفضل أن تشرحي أن كل الحوادث مبدأها من النظر، لذلك يجب تحفظ عينيها عن أن ينظروا إلى مناظر خادشة للحياء سواء كان ذلك عن طريق (القنوات) أو عن طريق مواقع الانترنت أو نحو ذلك.
7-التذكير الدائم لابنتك بـ (مراقبة الله لها، ونظر الله إليها) تذكيرها بالتوجيه وبالقصة وباستثمار الحدث ونحو ذلك.
8-من الضروري أن تبدئي في تحديد مفاهيم ما هو خطأ وما هو صواب في السلوكيات المشابهة. كما ذكرنا لك أعلاه من أمثلة، طبعاً لا خوف ما دام ذلك ممكن أن يوجه، والطفل هنا سهل تشكيله بتقليد الكبار أو بالتعليم والتكرار.
9-وتذكري غاليتي فأول سلاح يجب أن يزود به أبنائنا منذ نعومة أظفارهم هو: أن نربيهم على فطرتنا السليمة، ونربي بداخلهم مراقبة الله عز وجل، فيكون شعارنا الدائم معهم: الله شاهدي، الله ناظري، الله مطلع علي، فيتربى داخلهم وازع من نفسهم ينهاهم عن ارتكاب الأخطاء، و يردعهم إن صادفوا في الحياة ما يجعلهم يصطدموا مع ما تربوا عليه من فضائل، وعلميهم على مبدأ الحلال والحرام، وعلى مبدأ الرأي والرأي الآخر.
ننصحك بمشاهدة الفيديو التالي:
التصرف الصحيح في حال مرت لقطات إباحية على التلفاز حتى لا نلفت نظر أبنائنا على الموضوع بشكل عكسي.
https://www.instagram.com/p/CAGsjsYJENZ/
ونذكرك عزيزتي أن أولادنا أمانةٌ في أعناقنا؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّته)) ونحن مسؤولون يوم القيامة عن هذه الأمانة: هل حَفظناها أو ضيَّعناها؟
وأخيراً نسأل الله أن يبارك لك في ابنتك وينبتها نباتاً حسناً.
د. جاسم المطوع والفريق الاستشاري معه بـ(خدمة معين) يتمنى لك التوفيق
معين.. ونعين