حماية أبنائنا من الشذوذ الديني والجنسي

أثناء جلسة تناول الغداء عند أحد الأصدقاء قال لإبنه البالغ من العمر 13 سنة : أحكى لعمك قصتك مع الألعاب الإلكترونية ، فنظر إلي الإبن وهو متردد في الكلام ، فنظرت إليه حتى أشجعه وقلت له تفضل أخبرني ماذا حصل لك ؟ فقال : أنا العب يوميا ساعة بالألعاب القتالية الإلكترونية ، وفي كل مرة العب فيها يلعب معي أصدقاء تعرفت عليهم وأتواصل معهم عبر النت ، ودائما أفوز عليهم لأني احترفت اصابة الهدف فكل إصاباتي دقيقة ونادرا ما أخطأ ،
وفي يوم من الأيام كلمنى أحد الأصدقاء عبر النت عن احترافي بالإصابة وقال لي أنت متميز ورائع في إصابة الأهداف فما رأيك أن ننقل اللعب القتالي من الخيال إلي الواقع ، فلم أفهم ماذا يقصد فقلت له : كيف ننقل لعبنا من الخيال إلي الواقع ؟ فقال : نختار بلد ونسافر إليها ونطبق ما تعلمناه باللعب الإلكتروني القتالي علي الواقع ، فقلت له : لم أفهم ماذا تقصد ؟ قال : أسافر أنا معك إلي سوريا ونلعب مثل هذه الألعاب ولكن علي الناس هناك لأنك أنت متميز في القتال وإصابة الأهداف الكترونيا ولكني أريد أن أراك بنفس التميز هذا واقعيا
فتدخل الأب بالحوار وقال لي : وقد جاءني ابني يحكي لي ما حصل له فبينت له أن هؤلاء أشخاص يصطادون الشباب الصغار من خلال الألعاب الإلكترونية لتجنيدهم لمصالحهم الخاصة وإقناعهم بقتل الناس لأنهم يستثمرون تميزهم في إصابة الهدف لأهدافهم الشخصية ، ويعرفون أنهم صغار بالسن ومن السهل إقناعهم بالوسيلة التي يحبونها وتهواها نفوسهم
فالتفت علي الإبن وقلت له : وماذا فعلت بعد ذلك ؟ قال : والدي أخبرني أن لا العب مع هذا الشاب وأن أكون واعيا في اختيار أصدقائي عبر النت وأن أخبره بكل ما يحصل معي أثناء اللعب ، فقلت له : ممتاز فهذه خطوة جيدة ، وأنا أفضل أن يلعب معك والدك كذلك حتى يتعرف علي الألعاب والأشخاص الذين تلعب معهم ،
ثم تحدثت معه عن كيفية استغلال الألعاب الإلكترونية القتالية لتكون وسيلة لغرس كثير من القيم السلبية والأخلاق السيئة ، وبينت له كيف أن الطفل يكتسبها وهو لا يشعر فتساهم في تشكيل تفكيره وشخصيته ، ومن خلال بعض الألعاب القتالية يتحول الطفل إلي مشروع للتدمير والتفجير ، أو يتبنى أفكارا وأخلاقا منافية لديننا ومعتقدنا مثل ما حصل لكثير من الألعاب التي تبث الشذوذ الجنسي ويدعمها كذلك في غرس هذه المفاهيم الأفلام والمسلسلات ، ففي آخر خمس سنوات صارت المواد الإعلامية والألعاب تركز علي زيادة العنف وأكل لحوم البشر والشذوذ الجنسي ، ولعل آخرها ما فعله اليهود بطرزان عندما جعلوه شاذا جنسيا
فالشذوذ بنوعيه الجنسي والديني صار هدفا للشركات والدول للبرمجة العقلية للجيل القادم ، والتركيز علي الأطفال في غسيل دماغهم بهذه المنتجات الجديدة حتى يكونوا شاذين جنسيا أو متطرفين دينيا ، فإذا نجا الطفل من الشذوذ أو التطرف الديني سقط في حبال الحشيشة والمخدرات ، فهذا الثلاثي المدمر قادم علينا بدعم دولي لرسم خريطة بشرية جديدة للحياة ،
وحتى نضمن حماية أبنائنا والحفاظ عليهم من الشذوذ الجنسي أو الديني فإنه علينا أولا وقبل كل شيء أن نرافقهم ونتابعهم دائما مع أعطائهم مساحة من الحرية ، بالإضافة إلي أن نكون قدوة دينية وأخلاقية لهم فالطفل يتأثر بما يشاهد أكثر مما يسمع ، فنقلل من الأوامر ونزيد من السلوكيات والتصرفات ، ويكون هدفنا الأساسي مع أبنائنا أن نغرس الإيمان بقلوبهم ونحبب لهم الله ورسوله ، ونحرص علي البيئة المدرسية التي ندخلهم فيها فنعطي الأولوية للدين والأخلاق علي التعليم ، ولو وجدنا مدرسة تجمع بين الإثنين وهو نادر فهذا خير وبركة ، وأهم شيء للحفاظ علي قيم أبنائنا أن نلعب معهم ونحسن الحوار معهم فمن خلال اللعب والحوار نتعرف علي الأفكار والقيم التي تصل إليهم ، وختاما نستعين بخدمة معين التربوية من خلال ايصال قيمة اسبوعية للمربين مع وجود خدمة الإستشارات التربوية لتعزيز القيم والأخلاق

 @drjasem

د جاسم المطوع

الخبير الإجتماعي والتربوي