(8) حلول لحماية بناتنا من عنف الصديقات؟

كثيرا ما نتحدث عن عنف الرجل ولكن ماذا عن عنف المرأة ؟ وهل المرأة ليست عنيفة ؟ إن ما أشاهده في الحالات التي أتدخل للإصلاح فيها من عنف للمرأة يشيب لها الرأس ، والفرق بين عنف المرأة والرجل أن المرأة عنفها شديد جدا، لأنها تجمع أحيانا بين العنف والإنتقام حتى لو كان على حساب صحتها ونفسها وأبنائها وحياتها كلها
وأكثر النساء العنيفات يكن تعرضن للعنف في صغرهن من الأم أو الأب أو من الصديقات، وهذا ما سنركز عليه اليوم في مقالنا وهو كيف تكون البنت عنيفة وتأثر علي سلوك صديقتها وشخصيتها، علما بأن أكثر الأعمار التي تكون عنيفة أو تتعرض للعنف في سن المراهقة ما بين (14 – 17) سنة ، فإذا كانت الفتاة عنيفة ورأت النتائج الإيجابية لعنفها مثل استسلام صديقتها لها وطاعتها التامة لها ، فإن العنف في هذه الحالة يكون جزء أساسي في شخصيتها ، وتصبح العصبية والتهديد ومد اليد والصراخ مثل العقيدة عندها لا تسير الحياة إلا بها ،
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هي دلالات تعرض الفتاة المراهقة للعنف من صديقاتها؟ والجواب علي هذا السؤال يكون بعدة علامات، فالعلامة الأولى وهي أن تكون عندها صديقة تحاول أن تسيطر عليها كأن تمتلكها لنفسها فقط وتبعدها عن عائلتها وأصدقائها، والعلامة الثانية هي أن يكون لديها صديقة تهددها دائما بقطع علاقتها بها أو بحرمانها من امتيازات الصداقة أو بنشر صور خاصة لهما إذا لم تستجب لها مما يترتب علي هذا التهديد خضوع الصديقة لها، والعلامة الثالثة إن تهين البنت صديقتها وتحقرها وتردد عليها بأنها لا تستطيع أن تعيش أو تتنفس من غيرها ، والعلامة الرابعة هي كثرة العصبية والغضب والتطاول باليد وأحيانا الضرب وهز الجسد عند الغضب والصراخ ، والعلامة الخامسة أن تتجسس عليها وتتابع خطواتها وتحركاتها وتحاسبها علي كل تصرف تعمله وإذا تعرفت الصديقة علي صديقة جديدة تعتبر هذه خيانة للعلاقة
والسؤال المهم هو كيف نقوي بناتنا ونجعلهم يحسنون التعامل مع عنف الصديقات ؟ والجواب يكمن في (8) حلول وهي : أن نعلم بناتنا مهارات الحوار مع الصديقات وكيف توقف الصديقة عند حدودها إذا تطاولت عليها ، ونعلمها فن المسافات بأن تجعل لكل صديقة مسافة محددة وحدود ينبغي أن لا تتجاوزها وتكون بمثابة الخط الأحمر ، ونعرفها بحقوق وواجبات الصداقة حتى لا تستسلم لتهديد صديقتها وتظن أن هذا من حقها ، ومهم جدا أن نرفع من قيمة ابنتنا لأنها إذا رأت نفسها غير مقدرة ومهانة فإنها تستحلى الإهانة وعدم التقدير من الآخرين ، فتعزيز الثقة بنفسها من قبل الوالدين يعتبر حماية لها من الإستسلام للعنف الخارجي ، ونوجهها للتدريب الرياضي حتى نقوي شخصيتها ونعطيها ثقة أكبر ، ونوجهها بالتقليل من مشاهدتها للمسلسلات والأفلام التي تجعل الأشياء الغير طبيعية والمثالية طبيعية ، والقاعدة الأساسية أن لا نتعامل مع بناتنا بعنف حتى لا يعتقدوا أن هذا هو الأساس في العلاقات والصداقات
أما في حالة العلاقة والصداقة بين الشباب والبنات وخاصة في المدارس المختلطة أو المجتمعات المنفتحة فإن البنت في هذه الحالة تتعرض للعنف أكثر بسبب صداقتها مع الشاب ، وخاصة في الصداقات التكنولوجية من خلال الشبكات الإجتماعية فهناك عنف خفي يمارس علي بناتنا وعلاجه توعيتهم بمثل هذه العلاقات حتى لا تقع فريسة للعنف الإلكتروني

 

 

@drjasem

د جاسم المطوع

الخبير الإجتماعي والتربوي